حبات و قطرات TC/D/Y3918Ar/1/10.02/2000

حبات و قطرات نحو تحقيق أفضل استخدام للماء في الزراعة     منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة روما, 2002

الأوصاف المستخدمة فى هذا المطبوع وطريقة عرض موضوعاته لا تعبر عن أى رأى خاص لمنظمة الأغفية والزراعة للأمم المتحدة فيما يتعلق بالوضع القانوني لأى بلد أو اقليم أو مدينة أو منطقة، أو فيما يتعلق بسلطاتها أو بتعيين حدودها وتخومها.

حقوق الطبع محفوظة لمنظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة. ويجوز إعادة استنساخ ونشر المواد الواردة فى هذا المطبوع للأغراض التعليمية، أو غير ذلك من الأغراض غير التجارية، دون أى ترخيص مكتوب من جانب صاحب حقوق الطبع، بشرط التنويه بصورة كاملة بالمصدر. ويحظر إعادة استنساخ هذا المطبوع لأغراض إعادة البيع، أو غير ذلك من الاغراض التجارية، دون ترخيص مكتوب من صاحب حقوق الطيع وتقدم طلبات الحصول على هذا الترخيص مع بيان الغرض منه وحدود استعماله إلى:

Publishing Management Service

Information Division, FAO

Viale delle Terme di Caracalla, 00100 Rome, Italy

أو بواسطة البريد الالكترونى. [email protected]

FAO 2002 ©

تقديم

يرتبط كل من الأمن المائي والأمن الغذائي ارتباطآ وثيقآ. ومن بين أكثر من 800 مليون نسمة بالعالم يعانون من الجوع، يوجد العديد منهم الذين يعيشون في مناطق تعاني أيضآ من ندرة المياه، وعندما شرعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في برنامجها الخاص للأمن الغذائي في عام 1994, كانت المنظمة على قدر كبير من الوعي بأن أحد المحددات أو المعوقات الرئيسة لزيادة إنتاج الغذاء هو في الغالب شح المياه أو القدرة المحدودة على توفيرها.

ويظل أحد الأسئلة المحورية للمستقبل هو ما إذا كان نقص المياه هذا وشحها سيعملان- بدرجة خطيرة- على كبح وتعطيل عملية إنتاج الغذاء. ويعتقد الكثير من الناس أن لديهم الإجابة، قائلين بأن موارد المياه المتجددة بالعالم ثابتة ولا يمكن زيادتها وبالتالي فإن نصيب الفرد من هذه الموارد آخذ في النقصان في تناسب مباشر مع زيادة السكان وزيادة تطلعاتهم في نفس الوقت. وبالاضافة إلى ذلك، فإنهم يشيرون بأصابع الاتهام إلى مشاريع الري التي تعمل على إهدار الكثير من مياه العالم بلا مسؤولية، حيث يقوم العديد منها على سحب معدلات عالية وغير مستدامة من موارد المياه الجوفية.

وبالتالي، يندر أن تجد مطبوعات متفائلة فيما يتعلق بمستقبل الموارد المائية في العالم. وتماثل ندرة هذه المطبوعات ندرة العواصف الرعدية في الصحراء. ولربما لا تقف هذه المطبوعة أو النشرة على قدم المساواة مع العاصفة الرعدية، إلا أنه يمكن مقارنتها بالمطر الخفيف أو الرذ اذ (والمفضل غالبآ من وجهة نظر الزراعة). والرسالة المحورية هنا أنه يمكننا، وخلال الثلاثين عامآ القادمة، زيادة المساحة المروية الفعالة في الدول النامية بمقدار 34% بينما نحتاج في عمل هذا إلى زيادة في استعمال المياه قدرها 14% فقط. كيف يمكن هذ ا؟

هناك تفسيران: الأول، أن تغيير أنماط التغذية للناس وعاداتهم في بعض الدول النامية مما يساعد على زيادة كفاعة استخدام المياه التي تستهلك في إنتاج المحاصيل. وعلى سبيل المثال، فإن الارز محصول شره لاستخدام المياه ويستهلك الهكتار منه ضعفي ما يستهلكه هكتار القمح تقريبآ. وعندما يستهلك الناس في طعامهم أرزآ أقل وقمحآ أكثر، فإن الأمر بالتالي سيحتاج إلى مياه ري أقل. وبالرغم من أن تأثير مثل هذا التوجه سيكون قليلا، إلا أنه سيكون ملحوظا بحلول عام 2030.

أما التفسير الثاني والاكثر أهمية هو أننا نعتقد بإمكانية زيادة الكفاءة التي تستخدم بها مياه الري خلال الثلاثين عاما القادمة وذ لك برفعها من 38% في المتوسط إلى ما يقرب من 42% (أي بزيادة قدرها 4%). ولقد أظهر تحليل لمنظمة الأغذية والزراعة تضمن 93 دولة اختيرت من الدول النامية أن الزراعة قد استهلكت في عام 1998حوالي 2128 كم 3، وأنه إذا أمكن زيادة كفاءة الري إلى 42%- وهو ما نعتقد أنه يمكن الوصول إليه بتكاتف الجهود واستخدام وسائل التقانة المتاحة حاليآ- فإن حساباتنا تقول أنه بحلول عام 2030 فإننا سنحتاج إلى استهلاك 2420 كم 3 من الماءفي السنة لري مساحة محصولية أكبر بمقدار الثلث من تلك المساحة المتاحة حاليآ.

وبينما تبدو النتيجة المتوصل إليها متفائلة على المستوى العالمي، فإننا يجب ألا ننسى أن إمدادات المياه ومواردها أصبحت شحيحة جدآ بالنسبة لبعض الدول حاليآ، وأن العديد من الدول يعاني نقصآ شديدآ فيها، وتحتاج تلك البلاد والمناطق إلى عناية خاصة فى السنوات القادمة حيث أنها سوف تحتاج إلى زيادة كفاءة الري فيها بأكثرمن مجرد 4%.

إن زيادة كفاءة الري- الحصول على محصول أكبر من كل قطرة ماء- يجب أن تحتل أعلى قائمة أولوياتنا. وتعتزم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة القيام بكل ما تستطيعه لمساعدة الدول على هذا الطريق، والذي يقود إلى زيادة الأمن المائي كما يعزز من الأمن الغذائي.

بيان المحتويات